تراثنا الشعبي ... كيف نعرفه ؟

لدى كل الشعوب تراث شعبي يربطها بالماضي ، والحاضر ، والمستقبل وكل شعب من هذه الشعوب ينظر إلى تراثه الشعبي نظرة كلها إعزاز ، وثقة ، ويحاول كل شعب إحياء هذا الموروث في المناسبات ، والإحتفالات الإجتماعية المتنوعة .

و البحرين كأي بلد من بلدان العالم تعيش على واقع اجتماعي ملئ بالتراث المتنوع ، وهى ذات الوقت أرض الحضارات المختلفة ، والتاريخ يشهد على أن بالبحرين منذ القدم أكثر من مليون قبر ... رغم أن عدد سكانها الحالين ، والأصليين لا يتجاوزون أربع مائة ألف مواطن ... إذن فإن العدد الرهيب للقبور القديمة هي للسكان الذين عاشوا فوق هذه الأرض التي تسمى في الزمن الماضي أرض الخلود ، والمياه الحلوة .

ومن الطبيعي جداً أن الشعوب الماضية تعتز بتراثها ، وحضارتها ، وتحاول جاهدة وفقاً لوسائل النشر ، والإعلام السابقة ، توسيع قاعدة المعرفة التراثية ، للأجيال القادمة ، وعلى هذا الأساس توارث جيل اليوم تراث الماضي ، ولا يزال متمسكاً به حتى يومنا هذا .

إن التراث بمعناه الحضاري هو ذلك الرابط القوي العاكس لثقافة الأمم روحيا ، وثقافياً ، وعلمياً ، وسياسياً ، واجتماعياً .

لدينا الكثير من الألعاب الشعبية التي كان أجدادنا يمارسونها سواءً في الهواء الطلق أو داخل البيوت التي عادةً ما تكون من السعف أو المصنوعة من الجير الحجري وغيره من المواد القديمة .

وقد انبثقت ممارسة الألعاب الشعبية عندنا من خلال الموروث الذي تعلمناه من الماضي في صور وحلقات مترابطة لا انفصام تاريخي بينها . وممارسة الألعاب الشعبية تزرع في النفس مبادئ التعاون والانسجام بين الجزء في الكل والكل في الجزء ، وتعتمد الألعاب الشعبية على حضور البديهية والذهن والذكاء والسرعة وردود الفعل العكسي لدى الإنسان .

إذن فإن الألعاب الشعبية هي اكتساب حقيقي لمعرفة ما .. وممارسة لهذه المعرفة وتطوير وانغماس فيها .

ومن هذا المنطلق كيف يمكننا معرفة التراث و الألعاب الشعبية معرفة حضارية ؟

يجب على الأجيال الحالية ممارسة الألعاب الشعبية وفقاً لما كانت عليها دون إدخال أو تجديد عليها لأنه بمجرد إدخال الجديد عليها فإننا نسعى بدون أن نعي إلى تشويهها وبتر أسسها ومكوناتها الرئيسية ، ولهذا يجب الدفاع عنها ، والحفاظ عليها كما هي ، ومن الخطر بمكان تجديدها إذا لم يكن هذا التجديد قائماً على أساس تحفظ للعبة تارخها وأصولها .

فهناك كثيراً من الأمم أدخلت على ألعابها الشعبية التجديدات فساهموا في تشويهها تشويهاً واضحاً ، وهذا خطر بحد ذاته يعرض الموروث للضياع والإندثار .

نحن نعلم أن هناك تغييرات جغرافية سوف تطرأ على الساحات والمنازل و فقاا للتطوير العمراني كما حدث للبيوت والعشش القديمة والأكواخ المصنوعة من سعف النخيل والخوص ، التي كانت مساكننا في يوم ما ، و إذا تركنا العمران والجغرافيا تزحف على مفاهيمنا الحقيقية و الأصيلة للتراث ، فإننا بلا شك لن نعرف أو قد سوف نتناسى أن نعلم أجيالنا القادمة أصول التراث ومن أين منبعه ، وطريقة الحفاظ عليه .

والذي نطالبه في هذا الصدد .. ونادي كرانة هو الأول من بين أنديتنا المحلية سار عليه هو حفاظه على الوجه الحضاري للتراث ؛ لذا نطالب الجهات المختصة تدوين كل ما يتعلق بالتراث والألعاب الشعبية للحفاظ الجاد على نقاء هذا التراث حاضراً ومستقبلاً ، وهذا ما أقل ما نسعى إليه ..

 

عودة للصفحة السابقة